صدى الصمت
خلف النبضات أسرار .. وحديث لصمت يتخطى حدود الأفكار .. وكلمات على السطور تحاول اتخاذ القرار .. وحروف عشق خلف الأسوار .. خلف الصمت صراخ يتعالى .. وخلف السطور أصعب حوار ..
بعض الاختناقات صامتة .. تسكن بين ضلع وأخر .. وتتمكن جيدا من موقعها .. هي ذكية تفترسنا بصمت ... لا تترك ثغرة أو متسع .. لأي شعور أخر .. هي قاتلة حد اللا شعور .. فصعوبة عدم مقدرتنا على البوح عما يحزننا .. أشد بكثير من حزننا نفسه ..
هناك قلوب تعاني .. و لكنها تصمت .. تقابل في حياتها أنواع شتّي من العذاب .. و لكنها لا تتكلم .. تنجرح .. و تقاوم .. تنكسر .. و تحاول .. تبكي .. و لكن من دون صوت .. ولا يشعر بها أي احد ..
في أوقات المعاناة والصمت .. تجلس وتبحث عن ذاتها .. تلملم شتات نفسها .. تجمع ما تبعثر من متناقضاتها .. علّها تنسى ما يؤلم روحها قبل جسدها .. تغمض عينيها وتتنفس ملء صدرها .. أفكار تأخذها .. نار تتأجج بداخلها .. وحرقة بالأعماق تأكلها فتؤرق ليلها .. ينهكها الحزن ويشق الخافق صدرها .. يشتعل شوقاً وبعد لم ينطفئ وجدها .. تحتبس دمعاً ما بين جفنها و وجنتيها .. تتوارى ألماً خلف بسمات تكتم أنينها .. تلتف بردائها الممتد على طول مسافاتها .. تتساقط أحرف الكلمات من بين أصابعها .. تتناثر الأغنيات بألحانها فوق مناديلها .. تتقاذفها أمواج البحر وتكتسح عروقها .. تتخفى خلف غفوتها لتستبد مناماتها .. أصبحت تخاف من كل شيء .. و من أي شيء .. حتى أوقات السعادة .. تخاف عليها من النهاية .. لكنها تتذكر أن الحياة تجارب ومصاعب .. عندما تتألم .. تصبح أكثر حكمة .. و عندما تفشل .. تصبح أكثر قوة .. وعندما تبتسم .. تصبح أكثر تفاؤلاً .. فأصبح لديها يقين بأن كل شيء ينتهي نهاية حسنة دوماً .. وإذا لم تسر الأمور على ما يرام فهذا لأنها لم تبلغ النهاية بعد !..