كتب العزيز المصري المستشار محمد ابو زيد

[ملك الحرية]

سأحاول أن أقرأ ما يحدث ببلدكم بإعتباري مواطنا يعيش في هضبة التبت ، أو على ضفاف نهر الأمازون ، او مواطن كوستاريكي ، او فردا في قبيلة الأشانتي الغانية ، او الزولو الجنوب إفريقية ..

المعلومات عن بلدكم سوريا تقول أنه بلد محاصر منذ زمن طويل ، حصار شبيه بالنمط الكوبي رغم أنكم لستم بلدا شيوعيا ...فهل سألتم أنفسكم عن السبب الحقيقي لهذا الحصار ؟ ..التاريخ يقول ان كوبا قد حوصرت لأن بها كاسترو ورفاقه ، ولأنها أستعصت على قدراتهم على الإختراق لإيمان الشعب بإستقامة قيادتهم ومسلكها الشريف ...فالحصار هو شهادة ببراءة ذمة الحكام من الخيانة والإنحراف ...

يقول بعضكم أنهم قد ثاروا على نظام بلدكم ..ويسوقون الأمثلة على عسفه ، وتجبره
لكن حلقة الكذب غير مكتملة لديهم ...فكيف يتعرض نظام بلد للحصار منذ سنوات طوال ثم يأتي من يطعن في شرفه وأمانته ووطنيته ..فلو كان كما يدعون لما حاصروه ، ولما إحتضنوا وتبنوا ثورته المدعاة .
ولو كانت حقا ثورة لما راح صناعها الحقيقيين والمدعين يتسولون في الاوساط الإستعمارية المسماة بالمحافل الدولية طمعا في ان تتحرك الجيوش ، فتغزوا بلدهم ، وتجلسهم على مقاعد الحكم كدمى وليس كسادة ..فالسادة عندما يثورون إن لم يكن من الثورة بد ، لا يتسولون العون من خارج شعبهم المؤمن بحتمية التغيير ...
فالثوار الحقيقيون لا يذهبون لمجلس الأمن والأمم المتحدة ولا يسعون لتحطيم وطنهم ، ولا يصفقون لعدوان ، ولا يرحبون بغازي .. ولا يلهثون من أجل تجويع شعبهم ، ويبتهجون لمشاريع تجويعه ..فالثوري الحقيقي هو اول من يجوع وآخر من يشبع ...

إن تجاوز العدوان عليكم مرحلة إسقاط السلطة إلى تجويع الشعب معناه الإقرار بهزيمتهم ، وأنهم فشلوا بكل أدواتهم في الإطاحة بها وإسقاطها ، وإقرار ايضا بأن الشعب دون سواه هو من أسقط مؤامراتهم ، وأفشل مشاريعهم ..لهذا يعاقبونه الآن معتقدين ان حصاره وتجويعه سيحقق لهم ما فشلوا فيه بوسائلهم الخشنة ...

كونوا واعين ، وحذرين ، من إنحطاط اساليبهم ، فهم من شنوا يوما حرب الأفيون على الشعب الصيني لتحطيمه وإذلاله ، وهم حولوا الإنسان لسلعه واستعبدوه ليبنوا إقتصادياتهم ، وهم من استقدموا الحشرات التي تأكل النباتات ليهجر الفلاحون اراضيهم ، وهم من سمموا مصادر الري ..هم من فعلوا ما لم تفعله الشياطين ليحطموا المجتمعات التي تقاوم مخططاتهم ...

فخذوا حذركم ...
وتماسكوا ...
فنصركم قريب ...